حدود المسجد الحرام الذي تضاعف فيه الصلاة

 

 

عنــوان: مسألة حدود المسجد الحرام الذي تضاعف فيه الصلاة

بقـــلم:  (الشيخ صالح بن محمد الأسمري)

 

     المعتمد في حدود المسجد الحرام الذي تضاعف فيه الصلاة ما ذكره الإمام ابن مفلح رحمه الله تعالى في: “الفروع” (1/600) بقوله : “وظاهر كلامهم ـ أي : الفقهاء ـ في المسجد الحرام أنه نفس المسجد، ومع هذا فالحرم أفضل من الحل ، فالصلاة فيه أفضل ” انتهى المراد .

     والخلاف في المسألة معروف ، وفي ذلك يقول ابن جماعة رحمه الله في : “هداية المسالك” (2/922): “وللعلماء رحمهم الله تعالى في المراد بالمسجد الحرام الذي تضاعف فيه الصلاة أربعة أقوال :

     الأول : أنه المكان الذي يحرم على الجنب الإقامة فيه [1]. وهو الذي يظهر لمكان التنظير ؛ فإنه صلى الله عليه وسلم قال : ” صلاة في مسجدي هذا .. ” ثم قال : “إلا المسجد الحرام” والمراد بمسجده ـ صلى الله عليه وسلم ـ : مسجد الجماعة ، فينبغي أن يكون المستثنى كذلك .

     والثاني : أنه مكة [2] . وهو مقتضى كلام الشيخ محيي الدين النووي في : “مناسكه”[3] .

     والثالث : أنه الحرم [4].

     والرابع : أنه الكعبة. وهو أبعدها ” انتهى[5] .

     ويشهد لاعتماد القول الأول حديث السيدة ميمونة رضي الله عنها ، وفيه يقول سيدنا صلى الله عليه وسلم : “صلاة فيه ـ أي : المسجد النبوي ـ أفضل من ألف صلاة فيما سواه من المساجد إلا مسجد الكعبة ” رواه مسلم (9/167) .

     فائدة: أفرد المسألة برسالة من ورقتين العلامة محمد العربي بن التباني رحمه الله تعالى وسماها: “خلاصة الكلام في المراد بالمسجد الحرام”.

 

     هذا، والله أعلم.

 

 

————-

[1]قرره مذهبا للإمام مالك الأزهري المالكي رحمه الله تعالى في: “إيضاح المناسك”(ص/19)

[2]هو قول في المذهب الشافعي كما في: “المجموع شرح المهذب”(3/189)

[3]”الإيضاح”(ص/395-مع حاشية الهيتمي)

[4]قرره في: “حاشية ابن عابدين”(1/659)

[5]وينظر: “إعلام الساجد”(ص/121) للزركشي


تمت بحمد الله 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *