عنوان: رد إبطال خبر شرب ابن الزبير لدم سيدنا رسول الله
بقلم: (الشيخ صالح بن محمد الأسمري)
بسم الله الرحمن الرحيم
هناك من يزعم أن خبر شرب ابن الزبير لدم النبي صلى الله عليه وسلم باطل لا يصح، ولعله قلَّد الحافظ ابن الصلاح رحمه الله تعالى في ” مشكل الوسيط ” بقوله : “لم نجد لهذا الحديث أصلاً بالكلية” ا.هـ.
إلا أن الشأن ليس كذلك! فالخبر ساقه جماعة من الأئمة وأخرجوه ، ومنهم الإمام البراز في: ” مسنده ” ، حيث رواه في حديث هنيد بن القاسم عن عامر بن عبد الله بن الزبير عن أبيه قال: ” احتجم رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فأعطاني الدم، فقال: ( اذهب فغيبه ) فذهبت فشربته ثم أتيت النبي (صلى الله عليه وسلم) فقال لي :ما صنعت ؟) قلت: غيبته. قال: “لعلك شربته؟ قلت: شربته. قال الهيثمي في: “مجمع الزوائد” (8/270) : ” رجال البراز رجال الصحيح غير هنيد بن قاسم، وهوثقة” ا.هـ.وقال الحافظ ابن حجر (رحمه الله) في: “التلخيص الحبير” (1/44-45 – قطب ):” وفي إسناده الهنيد بن القاسم ولا بأس به، لكنه ليس بالمشهور بالعلم” ا.هـ.
والخبر أخرجه الطبراني في:” المعجم الكبير” والحاكم في: ” المستدرك” (3/554) ، والبيهقي في: “السنن” (7/67) وأبو نعيم في:” حلية الأولياء” (1/330). قال الحافظ ابن حجر في:” التلخيص الحبير” (1/44- قطب ) : ” رواه البزار والطبراني والحاكم والبيهقي وأبو نعيم في: ” الحلية” ا.هـ. المراد.وقال السيوطي في:”الخصائص الكبرى” (1/68 ) : ” أخرج البزار وأبو يعلى والطبراني والحاكم والبيهقي عن عبد الله بن الزبير ” ثم ذكره.
وللخبر شاهدان، قال البيهقي في: ” السنن الكبرى” ( 7/ 67) : ” وروي ذلك من وجه آخر عن أسماء بنت أبي بكر، وعن سلمان في شرب ابن الزبير دمه” ا.هـ.
أما خبر أسماء فرواه الدارقطني في: ” السنن” (1/228) عن عبد الله بن محمد بن عبد العزيز، نا محمد بن حميد نا على بن مجاهد ، نا رباح النوبي، أبو محمد مولى آل الزبير، قال: سمعت أسماء ابنة أبى بكر تقول للحجاج: إن النبي (صلى الله عليه وسلم) احتجم فدفع دمه إلى ابني فشربه، فأتاه جبريل فأخبره فقال: ” ما صنعت؟ ” قال: كرهت أن أصب دمك. فقال النبي (صلى الله عليه وسلم): ” لا تمسك النار” ومسح على رأسه وقال:” ويل للناس منك، وويل لك من الناس”. قال ابن الملقن في:” البدر المنير” (1/478):” قال عبد الحق عقب هذه الرواية: على بن مجاهد ضعيف، ولا يصح ” ا.هـ. وقول عبد الحق في:” الأحكام الوسطى” (1/232).
وأما خبر سلمان فذكره الحافظ ابن حجر بقوله في:” الإصابة” (2/302) – وكذا في : ” التلخيص ” (1/45- قطب ) – ” وله شاهد من طريق كيسان مولى ابن الزبير عن سلمان الفارسي رويناه في جزء: ” الغطريف ” وزاد في آخره: ” لا تمسك النار إلا تحلة القسم” ا.هـ.
والخلاصة: أن الخبر ثابت، خلافا للدعوى، لذا قال الحافظ ابن الملقن رحمه الله تعالى في: ” البدر المنير” (1/479) :” فإذا عرفت هذا الحديث من جميع طرقه قضيت العجب من قول الشيخ تقي الدين بن الصلاح في كلامه على (الوسيط) : إن حديث عبد الله بن الزبير هذا لم نجد له أصلاً بالكلية”أ.هـ.
تمت بحمد الله