الممازحة بين طلبة العلم في غير معصية

مسألة: الممازحة بين طلبة العلم في غير معصية

بقلم: (صالح بن محمد الأسمري)

     لا حَرَج في الممازحة بين طلبة العلم في غير معصية لكن مع التَّنبُّه إلى شيئين: 

     -أولهما: أن لا يقول المرء إلا حقاً. خَرَّج الترمذي في “الجامع” (3/241) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال: “قالوا: يا رسول الله إنك تُدَاعبنا؟ قال: إني لا أقول إلا حقاً” قال الترمذي رحمه الله: “هذا حديث حسن ومعنى قولهم: (إنك تُداعبنا) إنك تُمَازحنا” أ.هـ. قال الشُّرَّاح: “قوله: (إلا حقاً) أي: مطابقاً للواقع.

     -والثاني: الاقتصاد فيه. رُوي عن سعيد بن العاص رضي الله عنه أنه أوصى ابنه فقال: (اقتصد في مزحك؛ فإن الإفراط فيه يُذهب البهاء, ويجري السفهاء. وإن التقصير فيه يَغُضُّ عنك المؤانسين, ويُوحش منك المصاحبين) [“المراح في المزاح” للبدر الغزي (ص/10)]. قال الباجوري رحمه الله في “المواهب اللَّدنية على الشمائل المحمدية” (ص/389): ” وعن عائشة رضي الله عنها: أنه صلى الله عليه وسلم كان يمزح, ويقول: “إن الله لا يؤاخذ المَزَّاح الصادق في مزاحه” لكن لا ينبغي المداومة عليه؛ فإنه يورث الضحك وقسوة القلب, ويُشغل عن ذكر الله والفكر في مهمات الدين, ويؤول في كثير من الأوقات إلى الإيذاء؛ لأنه يوجب الحقد ويُسقط المهابة. فالإفراط فيه: منهي عنه” ا.هـ. المراد. وأَخَذَه عن “الأذكار” (ص/29) للنووي رحمه الله.

     فإذا كان المزاح كذلك: جازَ, فإن عَرَض له ما يُوْجِب حُسْنه: حَسُن, يقول الإمام النووي رحمه الله في “الأذكار” (ص/29) مقرراً ذلك: “فأما ما سَلِم من هذه الأمور –من الإفراط فيه وما إليه-: فهو المباح الذي كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يَفْعله في نادر من الأحوال: لمصلحةٍ وتَطْييب نفس المُخاطَب ومؤانسته, وهذا لا مَنْع منه قطعاً, بل هو سنَّة مستحبَّة إذا كان بهذه الصفة, فاعتمِدْ هذا, فإنه مما يَعْظُم الاحتياج إليه وبالله التوفيق” ا.هـ.

     تنبيه: (المزاح هو المباسطة إلى الغير على وجه التَلَطُّف والاستعطاف دون أذِيَّة) نَقَله شارح (القاموس).

 

تمت بحمد الله 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *