ثناء العالم على نفسه عند الحاجة جائز

قال الحافظ أبو عمر بن عبد البر رحمه الله تعالى:
(ومن أدب العالم ترك الدعوى لما لا يحسنه، وترك الفخر بما يحسنه، إلَّا أن يضطر إلى ذلك كما اضطر يوسف عليه السلام حين قال: {قَالَ اجْعَلْنِي عَلَى خَزَائِنِ الْأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ} [يوسف: 55].
وذلك أنه لم يكن بحضرته من يعرف حقه؛ فيثني عليه بما هو فيه، ويعطيه بقسطه، ورأى أن ذلك المقعد لا يقعده غيره من أهل وقته؛ إلا قصَّر عمَّا يجب لله القيام به من حقوقه، فلم يسعه إلا السعي في ظهور الحق بما أمكنه.
فإذا كان ذلك جائزًا؛ فجائز للعالم حينئذ الثناء على نفسه، والتنبيه على موضعه، فيكون حينئذ يحدِّث بنعمة ربه عنده على وجه الشكر لها، وأفضح ما يكون للمرء دعواه بما لا يقوم به)
[جامع بيان العلم وفضله، (ص/193-194)].

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *