حكم منكر عذاب القبر ونعيمه

 

عنوان: حكم منكر عذاب القبر ونعيمه

بقـلم:  (الشيخ صالح بن محمد الأسمري)

 

 

     سؤال القبر وعذابه ونعيمه حق، ويدل عليه أدلة، منها قوله سبحانه : ( وحاق بآل فرعون سوء العذاب النار يعرضون عليها غدواً وعشيا ويوم تقوم الساعة أدخلوا ءال فرعون أشد العذاب) {غافر 45،46} . وحديث أنس رضي الله عنه وفيه قال : قال نبي الله صلى الله عليه وسلم « إن العبد إذا وضع في قبره ، وتولى عنه أصحابه، إنه ليسمع قرع نعالهم قال: يأتيه ملكان فيقعدانه فيقولان له : ما كنت تقول في هذا الرجل ؟ قال : فأما المؤمن فيقول : أشهد أنه عبد الله ورسوله قال : فيقال له : انظر إلى مقعدك من النار، قد أبدلك الله به مقعداً من الجنة قال نبي الله صلى الله عليه وسلم فبراهما جميعاً »
وأما المنافق والكافر فيقال له : ما كنت تقول في هذا الرحل ؟ فيقول: لا أدري ، كنت أقول ما يقول الناس فيقال: لا دريت ولا تليت، ويضرب بمطارق من حديد ضربة، فيصيح صيحة يسمعها من يليه غير الثقيلين» متفق عليه

     لذا وجب الإيمان بذلك عند أهل السنة لبلوغ الأخبار في المسألة مبلغ التواتر مع كونه ممكنا في نفسه، قال ابن أبي شريف رحمه الله تعالى في: “المسامرة بشرح المسايرة”(ص/228) ” (تعددت طرقها) تعددا أفاد به مجموعها التواتر المعنوي، وإن لم يبلغ آحادها حد التواتر”انتهى.

     والمخالف في ذلك مبتدع فاسق، لا كافر! وبه قال ضرار بن عمرو وجماعة،واشتهرت نسبته للمعتزلة، خصوصا متأخريهم! قال التفتازاني رحمه الله تعالى في: “شرح المقاصد”(ص/220) : “اتفق الإسلاميون في حقية سؤال منكر ونكير في القبر وعذاب الكفار وبعض العصاة فيه، ونسب خلافه إلى بعض المعتزلة. قال بعض المتأخرين منهم: حكى انكار ذلك عن ضرار بن عمرو، وإنما نسب إلى المعتزلة وهم براء منه لمخالطة ضرار إياهم، وتبعه قوم من السفهاء المعاندين للحق”انتهى.وقال ابن أبي شريف رحمه الله تعالى في: “المسامرة بشرح المسايرة”(ص/230) : “وهم-يعني: منكري سؤال القبر وعذابه ونعيمه- : ضرار بن عمرو ، وبشر المريسي، وأكثر متأخري المعتزلة”انتهى.

       وبالله التوفيق.

 
تمت بحمد الله 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *