فضل طالب العلم
كتبها: (الشيخ صالح بن محمد الأسمري) عن قيس بن كثير قال : قدم رجل من المدينة على أبي الدرداء وهو بدمشق فقال ما أقدمك يا أخي ؟ فقال : حديث بلغني أنك تحدثه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم . قال : أما جئت لحاجة ؟! قال
كتبها: (الشيخ صالح بن محمد الأسمري) عن قيس بن كثير قال : قدم رجل من المدينة على أبي الدرداء وهو بدمشق فقال ما أقدمك يا أخي ؟ فقال : حديث بلغني أنك تحدثه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم . قال : أما جئت لحاجة ؟! قال
بقلم: (الشيخ صالح بن محمد الأسمري) بسم الله الرحمن الرحيم إن لدراسة العلوم الشرعية مِنْهاجاً ، وللسَّيْر فيه مَنَاقل ، إلا أن البداية تكون بما تَعَيَّن وجوبه على المكلَّفين ، وهو المراد أصالةً في حديث : « طلب العلم فريضة على كل مسلم » [خرّجه ابن ماجه (برقم:
لا بد من احترام أئمة الإسلام وتوقيرهم ؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (( ليس مِنّا مَن لم يَرْحَمْ صغيرنا ويُوَقّرْ كبيرَنا ، ويأمرْ بالمعروفِ ويَنْه عن المنكر ، ويَعْرفْ لعالِمنا حَقّه ))أخرجه الإمام أحمد في : ((المسند)) وجماعة ، وحَسَّنه المنذري ، والهيثمي . وخَرّج أبو نعيم رحمه الله في :
قال الحافظ السخاوي رحمه الله تعالى: “واستشره-أي: شيخك العالم- في أمورك كلها ، وكيفية ما تعتمده من اشتغالك وما تشتغل فيه إذا كان عارفا بذلك ، واحذر من معارضته ، وما يدعو إلى الرفعة عليه ، ورد قوله ، فما انتفع من فعل ذلك ، واعتقد كماله ; فذلك أعظم
قال الحافظ ابن الجوزي رحمه الله تعالى : “ومن تفكّر في المُرتفعين في الهِمم علِمَ أنهم كهو من حيث الأهليّة والآدميّة ؛ غير أنّ حُب البَطالةِ والراحة جَنَيا عليه فأوثقاه ، فساروا وهو قاعد ، ولو حرّك قَدَم العزم لوصل” [الطب الروحاني (ص/55)]
قَال الله تعالى : (وَقُل رَّبِّ زِدْنِي عِلْماً) [ طه : 114 ] قَال الحَافِظُ ابنُ حَجَرٍ رَحِمَهُ اللهُ : (( وَاضِحُ الدَّلَالَةِ فِي فَضْلِ الْعِلْمِ ؛ لِأَنَّ اللَّهَ تَعَالَى لَمْ يَأْمُرْ نَبِيَّهُ صلى الله عليه وسلم بِطَلَبِ الِازْدِيَادِ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا مِنْ الْعِلْمِ ، وَالْمُرَادُ بِالْعِلْمِ ؛ الْعِلْمُ الشَّرْعِيُّ الَّذِي يُفِيدُ
قال عَبْدِ اللهِ بِنِ المبَارَكِ رحمه الله تعالى : (( لا أَعْلَمُ بَعْدَ النُّبُوَّةِ أَفْضَلُ مِنْ بَثِّ العِلْمِ )) [صفة الصفوة (4/124)]
عن موسى بن يسار قال : بلغنا أن سلمان الفارسي رضي الله عنه كتب إلى أبي الدرداء رضي الله عنه: ” إن العلم كالينابيع يغشى الناس فيختلجه هذا ، وهذا ، فينفع الله به غير واحد ، وإن حكمة لا يتكلم بها كجسد لا روح فيه ، وإن علماً لا يخرج
قال الحافظ ابن عبدالبر رحمه الله في كتابه: “جامع بيان العلم وفضله”(رقم:175) : “وَأَخْبَرَنَا خَلَفُ بْنُ أَحْمَدَ ، نا أَحْمَدُ بْنُ سَعِيدٍ ، نا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ ، نا ابْنُ وَضَّاحٍ ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَمْرٍو ، ثنا ابْنُ أَبِي خَيْرَةَ ، ثنا عَمْرُو بْنُ كَثِيرٍ ، عَنْ أَبِي الْعَلاءِ ، عَنِ الْحَسَنِ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ” مَنْ جَاءَهُ الْمَوْتُ وَهُوَ يَطْلُبُ الْعِلْمَ لِيُحْيِيَ بِهِ الإِسْلامَ فَبَيْنَهُ وَبَيْنَ
قال الحافظ أبو عمر بن عبد البر رحمه الله تعالى: (ومن أدب العالم ترك الدعوى لما لا يحسنه، وترك الفخر بما يحسنه، إلَّا أن يضطر إلى ذلك كما اضطر يوسف عليه السلام حين قال: {قَالَ اجْعَلْنِي عَلَى خَزَائِنِ الْأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ} [يوسف: 55]. وذلك أنه لم يكن بحضرته من يعرف
قال ابن حزمٍ الظَّاهري رحمه الله: «لا آفةَ على العلوم وأهلها أضرُّ من الدخلاء فيها وهم مِن غيرِ أهلها، فإنّهم يجهلون ويظنّون أنهم يعلمون، ويُفْسِدون ويقدّرون أنّهم يُصْلِحُون» «الأخلاق والسِّيَر في مداواة النفوس» لابن حزم: (23).
جاء في (أَدَبِ الطلبِ ومنتهى الأرب) للشوكانيِّ رحمه الله ما نصُّه: مَن تعكَّست عليه بعضُ أمورِه من طلبة العلم أو أُكلِف عليه مطالبُه وتضايقت مقاصده فليعلم أنه بذنبه أُصيب، وبعدم إخلاصه عوقب، أو أنه أصيب بشيء من ذلك محنةً له وابتلاءً واختبارًا، ليُنظَرَ كيف صبرُه واحتماله، ثم يفيض عليه بعد