الوصف
▪️”اِعْلَمْ – عَلَّمَنِي اللهُ وَإِيَّاكَ – أَنَّ مُقَرَّرَاتِ (الحَنابِلَةِ) فِي (الصِّفَاتِ الإِلَهِيَّةِ) وَمَا إِلَيْهَا= تَتَوَزَّعُ عَلَى مَسَالِكَ ثَلَاثَةٍ:
➖الأَوَّلُ: مَسْلَكُ الإِثْبَاتِ علَى طَريقَةِ أَهلِ الحَدِيثِ والأَثَرِ، مَعَ التَّنْزِيهِ،وهُمْ: (مُنَزِّهَةُ الحَنْبَلِيَّةِ) .وَيُمَثَّلُ لَهُمْ بأَبِي الْفَرَجِ ابْنِ الْجَوْزِيِّ (508 هُ – 597 هُ) رَحِمَهُ الله،ولا سِيَّما في كِتَابِهِ المُسمَّى ب: “دَفْعُ شُبَهِ التَّشْبِيهِ بِأَكُفِّ التَّنْزِيهِ”
➖الثَّانِي: مَسْلَكُ الإِثْبَاتِ عَلَى طَرِيقَةِ مُتَكَلِّمِي أَهْلِ السُّنَّةِ كَالأَشْعَرِيَّةِ،وهُمْ: ( مُتَكَلِّمَةُ الحَنْبَلِيَّةِ) .وإِليهِ أَشارَ التَّقِيُّ ابنُ تَيميَّة رحمه الله -كما في:”مجموع الفتاوي(6/54)- بقَولِه :”…وَ ” الْأَشْعَرِيَّةُ ” فِيمَا يُثْبِتُونَهُ مِنْ السُّنَّةِ فَرْعٌ عَلَى الْحَنْبَلِيَّةِ كَمَا أَنَّ مُتَكَلِّمَةَ الْحَنْبَلِيَّةِ – فِيمَا يَحْتَجُّونَ بِهِ مِنْ الْقِيَاسِ الْعَقْلِيِّ – فَرْعٌ عَلَيْهِمْ …” .
ومَثَّلَ لَهُ بِقَولِه:”وَسَلَكَ طَرِيقَةَ ابْنِ كُلَّابٍ – فِي الْفَرْقِ بَيْنَ (الصِّفَاتِ اللَّازِمَةِ) كَالْحَيَاةِ وَ (الصِّفَاتِ الِاخْتِيَارِيَّةِ) وَأَنَّ الرَّبَّ يَقُومُ بِهِ الْأَوَّلُ دُونَ الثَّانِي – = كَثِيرٌ مِنْ الْمُتَأَخِّرِينَ : مِنْ أَصْحَابِ مَالِكٍ وَالشَّافِعِيِّ وَأَحْمَد : كَالتَّمِيمِيِّينَ أَبِي الْحَسَنِ التَّمِيمِيِّ وَابْنِهِ أَبِي الْفَضْلِ التَّمِيمِيِّ وَابْنِ ابْنِهِ رِزْقِ اللَّهِ التَّمِيمِيِّ وَعَلَى عَقِيدَةِ الْفَضْلِ الَّتِي ذَكَرَ أَنَّهَا عَقِيدَةَ أَحْمَد اعْتَمَدَ أَبُو بَكْرٍ البيهقي فِيمَا ذَكَرَهُ مِنْ مَنَاقِبِ أَحْمَد مِنْ الِاعْتِقَادِ”.
➖الثَّالِثُ: مَسْلَكُ الإِثْبَاتِ عَلَى طَرِيقَةِ الحَشَوِيَّةِ، وهُمْ: ( حَشَوِيَّةُ الحَنْبَلِيَّةِ) .وَعَدَّ اِبْنُ الجَوزِيّ رَحِمَهُ الله القَاضِيَ أَبَا يَعْلَى الفَرَّاءَ مِنْهُمْ وَآخَرَينِ -مَعَ خُلْفٍ في صِدْقِهِ علَيهِم- = فَقَالَ فِي:”دَفْعُ شُبَهِ التَّشْبِيهِ بِأَكُفِّ التَّنْزِيهِ” :
“وَرَأيتُ مِنْ أَصْحَابِنَا مَنْ تَكَلَّمَ فِي الأُصُولِ بِمَا لَا يَصْلُحُ، وَاِنْتَدَبَ لِلتَّصْنِيفِ ثَلَاثَةٌ: أَبُو حَامِدٍ وَصَاحِبُةُ القَاضِي [أَبويَعلَى] وَاِبْنُ الزّاغُونِيُّ،فَصَنَّفُوا كُتُبًا شَانُوا بِهَا المَذْهَبَ، وَرَأَيَتَهُمْ قَدْ نَزَلُوا مَرْتَبَةَ العَوَامِّ = فَحَمَلُوا الصِّفَاتِ عَلَى مُقْتَضاتِ الحِسِّ…”
***[مُقتَبسٌ مِن صَحيفَةِ:”المَسالِكُ الحَنْبَليَّة في الصِّفاتِ الإِلهِيَّةِ”للخادِم]
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.